قصة المرأة التي حلمت بشيء فأصبح حقيقة
كانت مريم امرأة هادئة ومتواضعة، تعيش في مدينة صغيرة حيث يعرف الجميع بعضهم البعض. كانت تعمل في مكتبة محلية، وتعشق الكتب والأحلام، لكنها لم تكن تتخيل يومًا أن أحد أحلامها سيغير حياتها إلى الأبد.
حلم غامض في ليلة هادئة
في إحدى الليالي، بينما كانت مريم نائمة، رأت في حلمها أنها تسير في شارع قديم مضاء بمصابيح صفراء خافتة. كان الجو هادئًا، لكن فجأة توقفت أمام متجر قديم لم تره من قبل. على واجهته، كُتبت عبارة بخط عربي مزخرف:
"ما تبحث عنه يبحث عنك"
دخلت المتجر بحذر، فوجدت على الرفوف كتبًا قديمة ذات أغلفة جلدية مذهبة. كان المكان مليئًا برائحة الورق العتيق والبخور، مما منحها إحساسًا غريبًا بالألفة. وبينما كانت تتصفح الكتب، سقط أحدها بين يديها، وكان عنوانه "الطريق إلى الحقيقة".
فتحته، فوجدت داخله رسالة مكتوبة بخط اليد: "ستحصلين على إجابة لما تبحثين عنه يوم الخميس القادم عند الساعة الثالثة بعد الظهر."
استيقظت مريم فجأة، وشعرت بأن الحلم لم يكن مجرد خيال عابر، بل رسالة تحمل معنى أعمق.
حين يتحقق الحلم في الواقع
لم تستطع مريم التوقف عن التفكير في الحلم. يوم الخميس، ورغم عدم اقتناعها تمامًا، قررت أن تخرج من عملها مبكرًا وتتجول في المدينة. وبينما كانت تسير بلا هدف، وجدت نفسها في شارع لم تنتبه له من قبل، لكنه بدا مألوفًا بشكل غريب... كان هو نفس الشارع الذي رأته في الحلم!
وبعد بضع خطوات، توقفت فجأة... أمام متجر صغير بواجهة قديمة مكتوب عليها بخط عربي مزخرف:
"ما تبحث عنه يبحث عنك"
كاد قلبها يتوقف من الدهشة. لم تصدق عينيها. دخلت إلى المتجر وهي تشعر بقشعريرة غريبة، فرأت رفوفًا مليئة بالكتب القديمة تمامًا كما رأتها في حلمها. تقدمت نحو إحدى الرفوف، وسقط كتاب بين يديها بنفس الطريقة التي حدثت في الحلم. وعندما نظرت إلى الغلاف، تجمدت في مكانها...
كان نفس الكتاب الذي رأته في الحلم: "الطريق إلى الحقيقة".
بيدين مرتعشتين، فتحته على الصفحة الأولى، فوجدت بطاقة صغيرة كُتب عليها:
"ما تبحث عنه يبحث عنك، اتبعي قلبك، فالطريق أمامك مفتوح."
في تلك اللحظة، دخل رجل مسنّ إلى المتجر، نظر إليها بابتسامة وقال:
"كنت أنتظرك. هذا الكتاب اختارك قبل أن تختاريه."
لم تعرف مريم ماذا تقول، لكنها شعرت بأن هذا الحدث لم يكن صدفة. منذ ذلك اليوم، تغيرت حياتها. أصبح لديها يقين بأن الأحلام ليست مجرد خيالات، بل رسائل تحمل معاني خفية لمن يعرف كيف يقرأها.
الحكمة من القصة
أحيانًا، ترسل لنا الأحلام إشارات لما ينتظرنا في الواقع. وما نبحث عنه قد يكون أقرب إلينا مما نتصور... نحن فقط بحاجة إلى أن نصغي للرسائل التي تصلنا.
hm.siddig73@gmail.com